دمج القانون بالفن هي طريقة مستخدمة بشكل كبير من قبل فناني الكاريكاتير كوسيلة لجذب القراء في مواضيع ‏النقد الاجتماعي. على الرغم من هذا، فإن دمج الاثنين هو نهج غريب ومن غير المعتاد استخدامه في التعليم. ‏خاصة في تدريس القانون، حيث انه  يتم الاعتماد بتدريس المساقات القانونية على اساليب تقليدية وجامدة.‏

أثناء تدريسها مساق اخلاقيات المهن الحقوقية ،قامت الاستاذة جنان قادوس بتكليف طلبة المساق بانجاز عمل ‏مرئي ،تحديدا رسومات، تعكس المعلومات الجديدة التي تعلموها واكتسبوها من خلال المساق وطلبت منهم ‏اضافة تعليق الى كل رسمة او عمل مرئي.‏

كل طالب قام باختيار موضوع محدد يتعلق بقضية من القضايا السلوكية للقانونيين في فلسطين والتي تحتاج الى ‏تسليط الضوء عليها. بعض الطلاب استعانوا بزملاء لهم من كلية الفنون ومعا استطاعوا ان يبثوا الحياة في ‏رؤيتهم القانونية التي تجسدت بعمل فني.‏

بشهر تشرين الثاني من عام ٢٠١٦، عقد المعرض على مدار يومين، حيث استضافت كلية القانون المعرض ‏في يومه الاول واستضافت كلية الفنون المعرض في يومه الثاني.

لماذا اخترت فكرة المعرض الفني كطريقة لإشراك الطلاب ودمجهم في المساق؟

اردت ان اوصل لطلابي رسالة مفادها ان القانوني عليه ان يكون قادرا على الابداع والابتكار فمهمته اصلا ‏هي ايجاد حلول ابداعية لما يعرض عليه من مسائل قانونية. واردت ان اضرب مثلا عن الابداع في مجال ‏تدريس القانون ومن هنا أتتني فكرة عمل معرض فني لأخلاقيات المهن الحقوفية فأنا اؤمن بالحاجة الدائمة الى ‏التجديد والابداع في الأساليب التدريسية لربطها اكثر بالحياة والمجتمع،  ولهذا قمت بالاستفادة من فرصة ‏تدريس مساق حيوي كأخلاقيات المهن الحقوقية  فالاخلاق لا تدرس بل هي تزرع في وجدان الاشخاص الذين ‏يجب ان تكون لديهم  قناعة ذاتية بأهمية التقيد بسلوكيات المهنة وهذا لن يتحقق الا باستخدام اساليب غير ‏منهجية تجعل الطلبة يشعرون بأنهم جزء من هذا السلوك المهني يتأثرون به ويؤثر عليهم.

ولا يوجد افضل من ‏الفن الذي استخدم على مر العصور كوسيلة للتأثير في الوجدان، كنت على ثقة ان كل طالب من طلاب ‏‏المساق عندما سيعبر عن سلوك قانوني معين في رسمة او صورة سيؤثر به هذا السلوك لا محالة.‏

فقد قام كل ‏طالب او طالبين بالمساق برسم لوحة او احضار صورة تعبر عن سلوك قانوني معين سلبي او ايجابي فبلغ ‏عدد ‏الصور المشاركة بالمساق ما يقارب ٥٠‏ صورة,

لأي درجة تدخلتي في تنظيم المعرض؟

المعرض كان جهد مشترك، فبعد أن أخبرت طلاب مساق اخلاقيات المهن الحقوقية  عن فكرة المعرض الفني ‏لأخلاقيات المهن الحقوقية ولاقت الفكرة استحسانهم، قمت بسؤالهم اذا كانوا يرغبون ان يكونوا ضمن لجنة ‏منظمة للمعرض، قام ما يقارب ١٢ طالب من اصل ٥٩ طالب بإبداء رغبتهم بالمشاركة في هذه اللجنة . فكان ‏العمل على تنظيم المعرض مشترك بيني وبين اللجنة الطلابية ،يمكنني القول ان العمل ضمن اللجنة الطلابية ‏لتنظيم المعرض كان من أروع التجارب بالنسبة لي حيث تعرفت على طلاب اللجنة اكثر واستطعت ان ‏اكتشف ما لديهم من مهارات وامكانيات لا حدود لها من خلال العمل معهم . وعلى الرغم من أنني كنت ‏المشرفة على هذه اللجنة ومدرسة المساق الى ان العمل بيننا كان موزع بطريقة سلسة ولم اكن بحاجة ابدا لأن ‏اطلب من احدهم القيام بواجباته كل منهم كان يقوم بواجباته على اكمل وجه، فمنهم من كان مسؤول عن ‏التواصل مع وسائل الاعلام بالجامعة لجلب الانتباه للمعرض ومنهم من كان مسؤول عن تصميم وسائل ‏ترويجية للمعرض ومنهم من كان مسؤول عن تعليق الصور ومنهم من كان مسؤول عن ارفاق ارقام وتعليقات ‏مع كل صورة باختصار كل واحد منهم كان لديه مهمة معينة وبما فيهم انا ،كما انهم قاموا باقتراح الحلول لما ‏كان يواجهنا من صعوبات لوجستية. سر نجاح المعرض كان شغف الطلبة وحبهم للفكرة وروح الابداع لديهم ‏سواء طلاب اللجنة المنظمة للمعرض او طلبة المساق ككل.

هل يمكنك اخبارنا عن اهمية تدريس اخلاقيات المهن الحقوقية ورغبتك في نشر الوعي بأهمية ‏التمسك بالسلوك المهني في مهنة المحاماة على المستوى المحلي؟

انا اؤمن بأهمية التمسك بأخلاقيات المهن الحقوقية ودورها في النهوض في النظام القانوني في فلسطين. فعندما ‏نتكلم عن النظام القانوني في فلسطين فإننا ولا بد سنتكلم عن مشكلة جدية تتعلق بعدم تمسك اركان هذا النظام ‏بالسلوك المهني على النحو المتوقع منهم. ففي تقرير حديث صادر في عام ٢٠١٤ عن مؤسسة مساواة اظهر ‏ان ما نسبته ٥٩٪ من الفلسطينيين لا يثقون في النظام القانوني، كما اظهر ان هناك نسبة لا يستهان بها لا ‏يثقون في الحقوقيين ككل. وفي محاولة لإعادة الهيبة والثقة لهذا النظام ولأركانه أرغب انا ومجموعة من ‏طلبتي بعمل بحملة لنشر الوعي بين الاجيال الحديثة من القانونيين بأهمية التقيد بالسلوك المهني. وبعد انتهاء ‏المعرض قمت انا وطلاب اللجنة التنظيمية للمعرض بإنشاء صفحة على ‏Instagram‏  أطلقنا عليها اسم ‏‏  (‏Fosayfsa2‎‏) ونهدف منها الى الوصل الى الجيل الجديد من القانونيين وسنواصل وضع صور ورسومات ‏على هذه الصفحة واستخدام كافة اشكال الفن للترويج للسلوك المهني الصحيح بين الاجيال القادمة من ‏القانونيين. ونطمح الى ان نعرض هذه الرسومات في جميع كليات القانون في فلسطين.

ما هي ردة فعل طلابك على المعرض؟ ‏

الكثير من طلابي اخبروني ان المعرض ساعدهم في اطلاق العنان لمخيلاتهم لتبدع وتفكر خارج حدود ‏المألوف، وهذا شيء غير ‏دارج في بعض كليات القانون، ولكن ولحسن الحظ كلية القانون في جامعة النجاح ‏الوطنية تدعم بشكل كبير كافة اشكال الابداع ‏والتفكير القانوني الابداعي وقد دعمت فكرة المعرض بشكل كبير.‏

ما الذي تطمحين ان يخرج الطلاب به من هذه التجربة؟

اطمح ان لا ينسى الطلبة السلوكيات المهنية التي مثلها كل منهم من خلال رسمته، خاصة عندما يواجه احدهم ‏حالة سلوكية معينة  ‏في حياته المهنية يحتاج بها لان يطبق احدى السلوكيات المهنية الصحيحة.‏


عدد القراءات: 647