الثلاثاء، 24 تشرين الثاني 2020، نظمت كلية القانون، بالتشبيك مع مساق "البحث العلمي – المناهج والتطبيقات"، ندوة رقمية عبر منصة ZOOM، بعنوان "أساسيات في المنهجية القانونية: الإشكالية، المقاربة المنهجية والمخطط"، حاضر فيها كل من الأستاذ الدكتور فاضل بليبش، أستاذ القانون العام بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية (جامعة الدول العربية، الرياض)، أستاذ القانون العام بجامعة تونس المنار سابقا. والدكتور عمر البوبكري، أستاذ القانون العام المشارك بجامعة سوسة (الجمهورية التونسية)، ومستشار رئيس لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (جمهورية هايتي).


افتتح الندوة الدكتور رشاد توام، أستاذ المساق (ميسر الندوة)، والدكتور نعيم سلامة، عميد الكلية؛ مرحبان بالضيفين والحضور من طلبة المساق، والمتابعين للبث المباشر للندوة عبر صفحة "عمادة الكلية"؛ ومؤكدان على عمق العلاقات الفلسطينية-التونسية، وأهمية البحث العلمي في التعليم الجامعي، إضافة إلى أهمية عقد مثل هذه اللقاءات العلمية عموما، وبالأخص في الظرف الحالي، لاستغلال "الجانب الإيجابي" فيما فرضته إجراءات الوقاية من فايروس كورنا من محددات على العملية التعليمية، فجعلتها في فلسطين والعديد من دول العالم غير وجاهية. وهو ما أكد عليه أيضا المحاضران في بداية حديثهما.
قامت الندوة على ثلاثة محاور أساسية: صياغة الإشكالية، اختيار المنهج المناسب (المقاربة المنهجية)، وتوقع التقسيم المناسب للبحث (تصميم المخطط). ومن جانبه، قدم البوبكري مداخلته حول "صياغة الإشكالية"، بعد تمهيد حول أهمية المنهجية في البحث العلمي؛ فأكد على أهمية العناية بصياغة الإشكالية؛ لوجوب عكسها في البحث كليا، وفي تصميم المخطط بشكل خاص. ولذلك يتوجب تشبيع الإشكالية بسؤال واحد مركزي ينسجم مع هدف البحث والغاية منه. كما استعرض بعض الأمثلة حول فنيات صياغة الإشكالية اتصالا بعنوان البحث.
أما بليبش، فقدم مداخلته حول المحورين الآخرين للندوة؛ ففيما يتعلق بالمقاربة المنهجية، تناول ثلاث مناهج أساسية: المنهج الوصفي التحليلي، المنهج المقارن والمنهج التاريخي؛ موضحا بالأمثلة مجالات استعمال كل منها والمعايير التي تتطلبها، والعلاقة بينها، وإمكانية قيام البحث على أكثر من منهج واحد؛ اتصالا بما يتطلبه البحث. وفيما يتعلق بالمخطط، أكد بليبش طرح البوبكري حول وثاقة العلاقة بين صياغة الإشكالية وتصميم المخطط؛ بحيث يتوجب أن يكون المخطط ملبيا للإجابة على إشكالية البحث، فيتناول الموضوعات بشكل متناسق ومنطقي، يتلافى التكرار والحشو. وقد استعرض أمثلة على تصميم المخطط وفقا للأسلوب الثنائي في التخطيط. كما أكد على أهمية صياغة العناوين في المخطط بأسلوب استنتاجي، تبرز بصمة الباحث، بدلا من الصياغات "المحايدة" أو "الصامتة".
وفي الختام، تلقى المحاضران أسئلة الطلبة وأجابا عليها. وقد تركزت أبرزها على مساحات التباين ما بين المنهجية القانونية المتبعة في فلسطين ومحيطها والمنهجية القانونية المعتمدة في الجامعات التونسية. وفي النهاية، شكر توام وسلامة والطلبة الضيفان على تلبيتهما الدعوة والعمق والفرادة في مداخلاتهما. وعبر سلامة عن رغبته في استضافتهما قريبا لتقديم محاضرات وجاهية داخل حرم الجامعة في فلسطين.
 


عدد القراءات: 213