طرح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، غوردن براون، تصورا لتحول المملكة المتحدة إلى نظام فيدرالي، وذلك لتفادي التقسيم الذي يتهدد بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.وقال براون في رؤية طرحها، اليوم، أمام “مؤتمر الأفكار”، إن الفيدرالية هي “الخيار الثالث”، لأن هناك حاجة إلى صيغة جديدة من الحكم لتوحيدالبلاد،وتجنب سنوات من “الانقسام المرير”.
 وتأتي تصريحات رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، على خلفية أزمة دستورية بين المملكة المتحدة والحكومة الاسكتلندية، التي دعت الأسبوع الماضي لتنظيم استفتاء جديد حول علاقة اسكتلندا بالمملكة المتحدة.

 كما تتزامن رؤية براون مع ما أظهره استطلاع للرأي، نشرت نتائجه صحيفة “ذا ديلي ميل” اليوم السبت، حيث أيد 60 بالمائة من البريطانيين المضي في خطوات الخروج من الاتحاد الأوروبي، حتى لو أدى ذلك إلى تقسيم المملكة المتحدة.

يذكر أن المملكة المتحدة تعتبر دولة اتحادية، وتتكون من أقاليم ويلز، وإنكلترا، وإيرلندا الشمالية، واسكتلندا، ويحكمها نظام برلماني وحكومة مركزية في العاصمة لندن، مع تمتع كل إقليم بحكومة محلية.

ويرى رئيس الوزراء الأسبق أن الفيدرالية هي الخيار الثالث بين الطموحات الانفصالية للحزب القومي الاسكتلندي، وتمسك حكومة حزب المحافظين في لندن بالمركزية المُتشددة.  ويقول براون في رؤيته إن موقف حزب المحافظين والتطرف القومي الاسكتلندي “يجب أن لا يحرمانا من خيار ثالث يمكن أن يعطي الشعب الاسكتلندي المزيد من الصلاحيات، والأهم من ذلك كله، أن الخيار الثالث الجديد يوحد بلدنا وينهي خطر الانقسام الذي يتهدد المملكة المتحدة بعد بريكست”.

ورفضت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أول أمس، بشكل غير قاطع، تنظيم استفتاء جديد حول استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة. وقالت ماي إن الوقت غير مناسب لإجراء استفتاء جديد، ولا سيما أن المملكة المتحدة تمر بظروف سياسية معقدة مع قُرب بدء المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول خروج بريطانيا من الاتحاد. وكانت رئيسة حكومة اسكتلندا، نيكولا ستورجن، دعت الإثنين الماضي، إلى تنظيم استفتاء جديد بين خريف 2018 وربيع 2019، أي بعد انتهاء مفاوضات “بريكست” مع الاتحاد الأوروبي، يحدد مستقبل اسكتلندا ضمن المملكة المتحدة.

وأضافت ماي “من غير المُنصف استفتاء الناخبين في اسكتلندا في هذه الظروف الغامضة، بينما الجميع ينتظر نتائج مفاوضات بريكست مع الاتحاد الأوروبي”. وكانت نيكولا ستورجن قد دعت، الإثنين الماضي، لتنظيم استفتاء جديد بين خريف 2018 وربيع 2019، أي بعد انتهاء مفاوضات “بريكست” مع الاتحاد الأوروبي، يحدد مستقبل اسكتلندا ضمن المملكة المتحدة.

وتأتي دعوة ستورجن إلى استفتاء جديد بعد عامين ونصف من الاستفتاء الأخير الذي نظمته اسكتلندا في سبتمبر/ أيلول من العام 2014 للاستقلال عن المملكة المتحدة، وصوت فيه 55 بالمائة من الناخبين الاسكتلنديين لصالح عدم الانفصال عن بريطانيا، مقابل 45 بالمائة صوتوا لصالح الخروج من المملكة المتحدة. و

بدورها، اعتبرت زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي، أن عرقلة إجراء استفتاء جديد في اسكتلندا من قبل حكومة تيريزا ماي “غير ديمقراطي”. وقالت ستورجن في وقت سابق “سأطلب من البرلمان الاسكتلندي السماح لي بالتوصل إلى اتفاق مع الحكومة البريطانية لإطلاق الآلية التي تجيز للبرلمان الاسكتلندي إصدار تشريع لاستفتاء حول الاستقلال”.

المصدر: موقع UK عربي 
 


عدد القراءات: 154